هكذا تفعل بنا المعتقدات

أنا: لو سمحت، أريد شامبو مضاد للقشرة
الصيدلي: النوع الفلاني جيد جربه
أنا: طيب هات

بعد أن أحضر لي عبوة نظرت فيه فلم أجد مكتوبا عليه أنه مضاد للقشرة

أنا: ولكني لا أجد مكتوبا عليه مضاد للقشرة
الصيدلي: ولكنه ممتاز ومجرب

نظرت مرة أخرى للعبوة وأمعنت النظر فلم أجد أي شيء يدل على ذلك!!

أنا: ولكنه غير مكتوب عليه
فأحضر لي الصيدلي عبوة أخرى وقال: انظر مكتوب عليه مضاد للقشرة

فأصبت بالذهول!!

confused2.jpg

نظرت مرة أخرى في العبوة التي في يدي فوجدت مكتوبا بخط واضح جدا (شامبو مضاد للقشرة)
اعتذرت للرجل وأخذت العبوة وخرجت

ياترى ما هو تفسير الذي حدث في هذا الموقف؟
كثيرا ما تتكرر معنا هذه المواقف، فما هو تفسيرها؟
ما حدث معي في الموقف السابق هو أني عندما نظرت إلى العبوة لم ألتفت لجملة (شامبو مضاد للقشرة) ... فتكون عندي اعتقاد في لحظتها أن العبوة غير مكتوب عليها أنه مضاد للقشرة
فلما نظرت مرة أخرى وأنا أحمل هذا الاعتقاد لم يلتفت عقلي لهذه الجملة لأنه يعتقد أنها غير موجودة!

كثيرا ما تحدث أيضا عندما يُطلب منك أن تحضر الملح من المطبخ ثم تذهب لتحضره فتقول وتؤكد أنه غير موجود في المطبخ
ثم يأتي شخص آخر ليقول لك: ها هو أمامك يا أعمى!

هذه المواقف البسيطة توضح لنا مدى قوة الاعتقاد في حياة البشر

فكم من اعتقادات سلبية اعتقدناها في أنفسنا تسببت في عمانا عن قدراتنا والفرص والتي أمامنا؟
وكم مع اعتقادات إيجابية اعتنقناها فوجدنا الفرص أمامنا تأتينا من كل مكان؟

يحلو لأنتوني روبينز أن يسمي اعتقادات الناجحين بأكذوبات النجاح!
يقول روبينز أنه يمكنك أن تتبني المعتقدات التي تساعدك على أن تصبح شخصا أفضل ولا يهم إن كانت هذه الاعتقادات صحيحة أم خاطئة، صادقة أم كاذبة، ولكن المهم أنها مفيدة وليست ضارة.

فماذا يضرك مثلا إن اعتقدت أنك شخص طموح؟
هل سيضرك ذلك في شيء؟ بالطبع لا
طيب هل سينفعك؟ بالتأكيد نعم
فأنت عندما تعتقد في نفسك أنك طموح تجد نفسك التفت لقدرات ذاتية وفرص خارجية لم تكن تلتفت إليها من قبل.

ماذا يضرك إن اعتقدت أن ذاكرتك قوية؟ أو أنك ذكي؟ أو أنك تملك القدرات التي تساعدك في مجال ما؟
ماذا يضرك إن اعتقدت أن الحياة مليئة بالفرص؟ أو أن مجال دراستك مجال متميز؟ أو أو أو؟
ماذا يضرك إن اعتقدت أنه يمكنك الاستفادة من فلان في مجال تخصصه؟ أو أن زملاءك مصدر جيد لمساعدتك في الدراسة؟

صدقني سترى الأمور اختلفت بشكل كبير لم تعتد عليه من قبل وسترى الأبواب تفتح أمامك من حيث لا تدري

فمن الآن قم بعمل قائمة بالمعتقدات التي ترى أنها تنفعك ولا تضرك وحاول أن تقنع نفسك بها من وقت لآخر
قد لا تقتنع بها في بداية الأمر، ولكن مع الوقت والتجربة ستعتنقها بالتأكيد

وفي نفس الوقت ابحث عن المعتقدات التي تعوقك وقل: هذه مجرد اعتقادات، إن كانت صحيحة عندي فهي خاطئة عند غيري، وإن كانت خاطئة عندي فهي صحيحة عند غيري، وأنا فقط الذي يمكنني أن أحدد هل هي صحيحة أم خاطئة
ثم ابدأ في الابتعاد عنها وطردها من ذهنك

ابدأ من الآن وسترى النتيجة قريبا جدا بإذن الله

ملحوظة:
1- كلامي لا يدور حول المعتقدات الدينية وإنما حول الاعتقادات أو القناعات بشكل عام.
2- توجد تقنيات في البرمجة اللغوية العصبية لتبديل المعتقدات بشكل سريع جدا يمكنك البحث عنها أو طلب استشارة من متخصص

هناك تعليق واحد: